في هذا الموضوع الهام الدي ستأتي فيه بذكر صحابي جليل و هو من أعلم الصحابة و أقربهم إلى رسول صلى عليه
و سلم
إنه الصحابي الجليل عبد ابن مسعود رضي عنه و أرضاه
ثناء الرسول عليه
عن عبد بن يزيد قال أتينا حذيفة فقلنا له حدثنا بأقرب الناس برسول (صلى عليه وسلم) هديا وسمتا ودلا نأخذ عنه ونسمع منه قال: كان أقرب الناس برسول (صلى عليه وسلم) هديا وسمتا ودلا عبد بن مسعود حتى يتوارى عنا في بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى زلفى.
وحكى عنه عمر بن الخطاب ـ رضي عنه قال: [كان رسول (صلى عليه وسلم) لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في أمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول (صلى عليه وسلم) وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول (صلى عليه وسلم) يستمع قراءته فلما كدنا نعرفه قال رسول (صلى عليه وسلم) من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، قال ثم جلس الرجل يدعو فجعل رسول (صلى عليه وسلم) يقول له سل تعطه سل تعطه. قال عمر قلت و لأغدون عليه فلأبشرنه، قال فغدوت عليه فبشرته فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا و ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه] رواه الإمام أحمد.
وروي [عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه! فقال رسول (صلى عليه وسلم) : مم تضحكون؟! قالوا يا نبي من دقة ساقيه، فقال والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد]
--------------------------------------------------------------------------------
ثناء الناس عليه وكثرة علمه
عن زيد بن وهب قال أقبل عبد ذات يوم وعمر جالس فقال: وعاء ملئ علما.
وعن الشعبي قال: ذكروا أن عمر بن الخطاب لقي ركبا في سفر له، فيهم عبد بن مسعود فأمر عمر رجلا يناديهم من أين القوم فأجابه عبد أقبلنا من الفج العميق، فقال عمر أين تريدون؟ فقال عبد : البيت العتيق، فقال عمر: إن فيهم عالما! وأمر رجلا فناداهم أي القرآن أعظم؟ فأجابه عبد : { لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية، قال نادهم أي القرآن أحكم؟ فقال ابن مسعود: {إن يأمر بالعدل والإحسان} الآية. فقال عمر نادهم أي القرآن أجمع؟ فقال ابن مسعود: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} فقال عمر نادهم أي القرآن أخوف؟ فقال ابن مسعود: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} الآية. فقال عمر نادهم أي القرآن أرجى؟ فقال ابن مسعود: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة } فقال عمر نادهم أفيكم ابن مسعود؟! قالوا م نعم.
وعن أبي البختري قال: سئل علي كرم وجهه عن أصحاب محمد فقال عن أيهم تسألون؟ قالوا: أخبرنا عن عبد ابن مسعود، قال: علم القرآن وعلم السنة ثم انتهى وكفى به علما.
وعن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود وأحدهما يقول لصاحبه: أتراه ترك مثله؟ قال: إنْ قلتَ ذاك! إن كان ليُؤْذَنُ له إذا حُجِبنا، ويشهد إذا غبنا" رواه الإمام أحمد.
وعن عامر قال: قال أبو موسى لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم يعني ابن مسعود.
وعن شقيق قال: كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد ابن مسعود فقال حذيفة: إن أشبه الناس هديا ودلا برسول (صلى عليه وسلم) من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع ولا أدري ما يصنع في أهله لعبد بن مسعود، و، لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أنه من أقربهم عند وسيلة يوم القيامة. وعن مسروق قال: قال عبد : والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب إلا وأنا أعلم أين نزلت وإلا أنا أعلم فيم نزلت ولو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب مني تناله المطي (الإبل) لأتيته.
--------------------------------------------------------------------------------
تعبده
عن زر عن عبد أنه كان يصوم الاثنين والخميس، وعن عبد الرحمن بن يزيد قال ما رأيت فقيها قط أقل صوما من عبد ! فقيل له لم لا تصوم؟ قال إني أختار الصلاة على الصوم فإذا صمت ضعفت عن الصلاة.
وعن محارب بن دثار عن عمه محمد قال مررت بابن مسعود بسحر وهو يقول: م دعوتني فأجبتك، وأمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي، فلما أصبحت غدوت عليه فقلت له (أي سألته عن دعائه وقت السحر) فقال: إن يعقوب لما قال لبنيه سوف أستغفر لكم أخرهم إلى السحر.
--------------------------------------------------------------------------------
تواضعه
عن حبيب بن أبي ثابت قال: خرج ابن مسعود ذات يوم فتبعه ناس فقال لهم ألكم حاجة؟ قالوا لا ولكن أردنا أن نمشي معك، قال: ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.
وعن الحارث بن سويد قال: قال عبد: لو تعلمون ما أعلم من نفسي حثيتم على رأسي التراب.
--------------------------------------------------------------------------------
إيثاره ثواب الآخرة على شهوات النفس
عن قيس بن جبير قال: قال عبد : حبذا المكروهان الموت والفقر! وأيم ، إن هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما بليت، إن حق في كل واحد منهما واجب، وإن كان الغنى إن فيه للعطف، وإن كان الفقر إن فيه للصبر.
وعن الحسن قال: قال عبد بن مسعود: ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم بخير أو بشر أم بضر، وما أصبحت على حالة فتمنيت أني على سواها.
--------------------------------------------------------------------------------
جملة من مناقبه وكلامه رضي عنه
عن عبد بن مرداس قال: كان عبد يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات فيسكت حين يسكت ونحن نشتهي أن يزيدنا.
وقال رضي عنه واعظًا: "إنكم في ممر من الليل والنهار في آجال منقوضة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريض ما لم يقدر له فمن أعطي خيرًا ف أعطاه ومن وقي شرًّا ف وقاه، المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة" رواه الإمام أحمد.
وعن أبي الأحوص عن عبد أنه كان يوم الخميس قائما فيقول: "إنما هما اثنتان: الهدي والكلام، وأفضل الكلام كلام ، وأفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بدعة، فلا يطولن عليكم الأمد، ولا يلهينكم الأمل، فإن كل ما هو آت قريب، ألا وإن بعيدًا ما ليس آتيا، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وإن السعيد من وعظ بغيره، ألا وإن قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حتى يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض، ألا وإن شر الروايا روايا الكذب، ألا وإن الكذب لا يصلح منه هزل ولا جد، ولا أن يَعِدَ الرجل صبيه شيئا ثم لا ينجزه له، ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ألا وإنه يقال للصادق صدق وبر ويقال للفاجر كذب وفجر، ألا وإن محمدا حدثنا أن الرجل ليصدق حتى يكتب عند عز وجل صديقا، ويكذب حتى يكتب عند عز وجل كذابا"
وعن عبد الرحمن بن عابس قال: قال عبد بن مسعود: إن أصدق الحديث كتاب عز وجل، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن السنن سنة محمد، وخير الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الحديث ذكر ، وخير القصص القرآن، وخير الأمور عواقبها، وشر الأمور محدثاتها، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وخير ما ألقي في القلب اليقين والريب من الكفر، وشر العمى عمى القلب، والخمر جماع الإثم، والنساء حبالة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، والنوح من عمل الجاهلية، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ولا يذكر إلا هجرا، وأعظم الخطايا الكذب، وسباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف يعف عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره ، ومن يغفر يغفر له، ومن يصبر على الرزية يعقبه ، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى أربعة أذرع والأمر إلى آخرة، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب وأشرف الموت قتل الشهداء، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكره، ومن يستكبر يضعه ، ومن يتول الدنيا تعجز عنه، ومن يطع الشيطان يعص ومن يعص يعذبه".
وعن المسيب بن رافع عن عبد بن مسعود قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس فرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخلطون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا سخابا ولا صياحا ولا حديدا" رواه الإمام أحمد.
وعن أبي إياس البجلي قال: سمعت عبد بن مسعود يقول: "من تطاول تعظما خفضه ، ومن تواضع تخشعا رفعه ، وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا عز وجل، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا ب".
وعن عمران بن أبي الجعد عن عبد قال: "إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن لا يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نفسه".
وعن المسيب بن رافع قال: قال عبد بن مسعود: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا من عمل الآخرة" رواه الإمام أحمد.
وعن مرة عن عبد قال: "ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له".
وعن القاسم بن عبد الرحمن والحسن بن سعد قالا: قال عبد : "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها" رواه الإمام أحمد.
وعن إبراهيم بن عيسى عن عبد بن مسعود قال: "كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض".
وعن معن قال: قال عبد بن مسعود: "إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتها واقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها".
وعن عون بن عبد قال: قال عبد : "ليس العلم بكثرةالرواية ولكن العلم الخشية".
وعن إبراهيم قال: قال عبد : "لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا".
وعن أبي الأحوص عن عبد قال: "مع كل فرحة ترحة وما ملئ بيت حبرة (فرحة) إلا ملئ عبرة" رواه أحمد.
وعن الضحاك بن مزاحم قال: قال عبد : "ما منكم إلا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها".
وعن عبد الرحمن بن عبد بن مسعود عن أبيه قال: أتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع فقال له عبد : "لاتشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان حبيبا قريبا". وقال أيضًا: "الحق ثقيل مريء، والباطل خفيف وبيء، ورب شهوة تورث حزنا طويلا".
وعن عنبس بن عقبة قال: قال عبد بن مسعود: "و الذي لا إله إلا هو، ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان".
وعن عبد الرحمن بن عبد بن مسعود عن أبيه قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها".
وعن أبي عبيدة قال: قال عبد : "من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا تأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه".
وعن القاسم قال: قال رجل لعبد أوصني يا أبا عبد الرحمن قال: "ليسعك بيتك، واكفف لسانك، وابك على خطيئتك".
وعن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد قال: "أنتم أطول صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول (صلى عليه وسلم) ، وهم كانوا أفضل منكم، قيل له بأي شيء؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم"
وعن زاذان عن عبد بن مسعود قال: "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له أد أمانتك! فيقول من أين يا رب قد ذهبت الدنيا؟! فتمثل على هيئتها يوم أخذها (أي الأمانة) في قعر جهنم فينزل فيأخذها فيضعها على عاتقه فيصعد بها حتى إذا ظن أنه خارج بها هوت وهوى في إثرها أبد الآبدين".
وعن أبي الأحوص عن عبد قال: "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر، وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد : "لا تكونن إمعة، قالوا وما الإمعة؟ قال: يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أنه إن كفر الناس أن لا يكفر".
وعن سليمان بن مهران قال: بينما ابن مسعود يوما معه نفر من أصحابه إذ مر أعرابي فقال: عَلامَ اجتمع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: على ميراث محمد يقتسمونه.
و سلم
إنه الصحابي الجليل عبد ابن مسعود رضي عنه و أرضاه
ثناء الرسول عليه
عن عبد بن يزيد قال أتينا حذيفة فقلنا له حدثنا بأقرب الناس برسول (صلى عليه وسلم) هديا وسمتا ودلا نأخذ عنه ونسمع منه قال: كان أقرب الناس برسول (صلى عليه وسلم) هديا وسمتا ودلا عبد بن مسعود حتى يتوارى عنا في بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى زلفى.
وحكى عنه عمر بن الخطاب ـ رضي عنه قال: [كان رسول (صلى عليه وسلم) لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في أمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول (صلى عليه وسلم) وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول (صلى عليه وسلم) يستمع قراءته فلما كدنا نعرفه قال رسول (صلى عليه وسلم) من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، قال ثم جلس الرجل يدعو فجعل رسول (صلى عليه وسلم) يقول له سل تعطه سل تعطه. قال عمر قلت و لأغدون عليه فلأبشرنه، قال فغدوت عليه فبشرته فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا و ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه] رواه الإمام أحمد.
وروي [عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه! فقال رسول (صلى عليه وسلم) : مم تضحكون؟! قالوا يا نبي من دقة ساقيه، فقال والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد]
--------------------------------------------------------------------------------
ثناء الناس عليه وكثرة علمه
عن زيد بن وهب قال أقبل عبد ذات يوم وعمر جالس فقال: وعاء ملئ علما.
وعن الشعبي قال: ذكروا أن عمر بن الخطاب لقي ركبا في سفر له، فيهم عبد بن مسعود فأمر عمر رجلا يناديهم من أين القوم فأجابه عبد أقبلنا من الفج العميق، فقال عمر أين تريدون؟ فقال عبد : البيت العتيق، فقال عمر: إن فيهم عالما! وأمر رجلا فناداهم أي القرآن أعظم؟ فأجابه عبد : { لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية، قال نادهم أي القرآن أحكم؟ فقال ابن مسعود: {إن يأمر بالعدل والإحسان} الآية. فقال عمر نادهم أي القرآن أجمع؟ فقال ابن مسعود: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} فقال عمر نادهم أي القرآن أخوف؟ فقال ابن مسعود: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} الآية. فقال عمر نادهم أي القرآن أرجى؟ فقال ابن مسعود: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة } فقال عمر نادهم أفيكم ابن مسعود؟! قالوا م نعم.
وعن أبي البختري قال: سئل علي كرم وجهه عن أصحاب محمد فقال عن أيهم تسألون؟ قالوا: أخبرنا عن عبد ابن مسعود، قال: علم القرآن وعلم السنة ثم انتهى وكفى به علما.
وعن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود وأحدهما يقول لصاحبه: أتراه ترك مثله؟ قال: إنْ قلتَ ذاك! إن كان ليُؤْذَنُ له إذا حُجِبنا، ويشهد إذا غبنا" رواه الإمام أحمد.
وعن عامر قال: قال أبو موسى لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم يعني ابن مسعود.
وعن شقيق قال: كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد ابن مسعود فقال حذيفة: إن أشبه الناس هديا ودلا برسول (صلى عليه وسلم) من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع ولا أدري ما يصنع في أهله لعبد بن مسعود، و، لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أنه من أقربهم عند وسيلة يوم القيامة. وعن مسروق قال: قال عبد : والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب إلا وأنا أعلم أين نزلت وإلا أنا أعلم فيم نزلت ولو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب مني تناله المطي (الإبل) لأتيته.
--------------------------------------------------------------------------------
تعبده
عن زر عن عبد أنه كان يصوم الاثنين والخميس، وعن عبد الرحمن بن يزيد قال ما رأيت فقيها قط أقل صوما من عبد ! فقيل له لم لا تصوم؟ قال إني أختار الصلاة على الصوم فإذا صمت ضعفت عن الصلاة.
وعن محارب بن دثار عن عمه محمد قال مررت بابن مسعود بسحر وهو يقول: م دعوتني فأجبتك، وأمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي، فلما أصبحت غدوت عليه فقلت له (أي سألته عن دعائه وقت السحر) فقال: إن يعقوب لما قال لبنيه سوف أستغفر لكم أخرهم إلى السحر.
--------------------------------------------------------------------------------
تواضعه
عن حبيب بن أبي ثابت قال: خرج ابن مسعود ذات يوم فتبعه ناس فقال لهم ألكم حاجة؟ قالوا لا ولكن أردنا أن نمشي معك، قال: ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.
وعن الحارث بن سويد قال: قال عبد: لو تعلمون ما أعلم من نفسي حثيتم على رأسي التراب.
--------------------------------------------------------------------------------
إيثاره ثواب الآخرة على شهوات النفس
عن قيس بن جبير قال: قال عبد : حبذا المكروهان الموت والفقر! وأيم ، إن هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما بليت، إن حق في كل واحد منهما واجب، وإن كان الغنى إن فيه للعطف، وإن كان الفقر إن فيه للصبر.
وعن الحسن قال: قال عبد بن مسعود: ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم بخير أو بشر أم بضر، وما أصبحت على حالة فتمنيت أني على سواها.
--------------------------------------------------------------------------------
جملة من مناقبه وكلامه رضي عنه
عن عبد بن مرداس قال: كان عبد يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات فيسكت حين يسكت ونحن نشتهي أن يزيدنا.
وقال رضي عنه واعظًا: "إنكم في ممر من الليل والنهار في آجال منقوضة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريض ما لم يقدر له فمن أعطي خيرًا ف أعطاه ومن وقي شرًّا ف وقاه، المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة" رواه الإمام أحمد.
وعن أبي الأحوص عن عبد أنه كان يوم الخميس قائما فيقول: "إنما هما اثنتان: الهدي والكلام، وأفضل الكلام كلام ، وأفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بدعة، فلا يطولن عليكم الأمد، ولا يلهينكم الأمل، فإن كل ما هو آت قريب، ألا وإن بعيدًا ما ليس آتيا، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وإن السعيد من وعظ بغيره، ألا وإن قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حتى يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض، ألا وإن شر الروايا روايا الكذب، ألا وإن الكذب لا يصلح منه هزل ولا جد، ولا أن يَعِدَ الرجل صبيه شيئا ثم لا ينجزه له، ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ألا وإنه يقال للصادق صدق وبر ويقال للفاجر كذب وفجر، ألا وإن محمدا حدثنا أن الرجل ليصدق حتى يكتب عند عز وجل صديقا، ويكذب حتى يكتب عند عز وجل كذابا"
وعن عبد الرحمن بن عابس قال: قال عبد بن مسعود: إن أصدق الحديث كتاب عز وجل، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن السنن سنة محمد، وخير الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الحديث ذكر ، وخير القصص القرآن، وخير الأمور عواقبها، وشر الأمور محدثاتها، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وخير ما ألقي في القلب اليقين والريب من الكفر، وشر العمى عمى القلب، والخمر جماع الإثم، والنساء حبالة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، والنوح من عمل الجاهلية، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ولا يذكر إلا هجرا، وأعظم الخطايا الكذب، وسباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف يعف عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره ، ومن يغفر يغفر له، ومن يصبر على الرزية يعقبه ، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى أربعة أذرع والأمر إلى آخرة، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب وأشرف الموت قتل الشهداء، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكره، ومن يستكبر يضعه ، ومن يتول الدنيا تعجز عنه، ومن يطع الشيطان يعص ومن يعص يعذبه".
وعن المسيب بن رافع عن عبد بن مسعود قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس فرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخلطون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا سخابا ولا صياحا ولا حديدا" رواه الإمام أحمد.
وعن أبي إياس البجلي قال: سمعت عبد بن مسعود يقول: "من تطاول تعظما خفضه ، ومن تواضع تخشعا رفعه ، وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا عز وجل، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا ب".
وعن عمران بن أبي الجعد عن عبد قال: "إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن لا يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نفسه".
وعن المسيب بن رافع قال: قال عبد بن مسعود: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا من عمل الآخرة" رواه الإمام أحمد.
وعن مرة عن عبد قال: "ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له".
وعن القاسم بن عبد الرحمن والحسن بن سعد قالا: قال عبد : "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها" رواه الإمام أحمد.
وعن إبراهيم بن عيسى عن عبد بن مسعود قال: "كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض".
وعن معن قال: قال عبد بن مسعود: "إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتها واقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها".
وعن عون بن عبد قال: قال عبد : "ليس العلم بكثرةالرواية ولكن العلم الخشية".
وعن إبراهيم قال: قال عبد : "لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا".
وعن أبي الأحوص عن عبد قال: "مع كل فرحة ترحة وما ملئ بيت حبرة (فرحة) إلا ملئ عبرة" رواه أحمد.
وعن الضحاك بن مزاحم قال: قال عبد : "ما منكم إلا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها".
وعن عبد الرحمن بن عبد بن مسعود عن أبيه قال: أتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع فقال له عبد : "لاتشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان حبيبا قريبا". وقال أيضًا: "الحق ثقيل مريء، والباطل خفيف وبيء، ورب شهوة تورث حزنا طويلا".
وعن عنبس بن عقبة قال: قال عبد بن مسعود: "و الذي لا إله إلا هو، ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان".
وعن عبد الرحمن بن عبد بن مسعود عن أبيه قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها".
وعن أبي عبيدة قال: قال عبد : "من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا تأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه".
وعن القاسم قال: قال رجل لعبد أوصني يا أبا عبد الرحمن قال: "ليسعك بيتك، واكفف لسانك، وابك على خطيئتك".
وعن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد قال: "أنتم أطول صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول (صلى عليه وسلم) ، وهم كانوا أفضل منكم، قيل له بأي شيء؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم"
وعن زاذان عن عبد بن مسعود قال: "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له أد أمانتك! فيقول من أين يا رب قد ذهبت الدنيا؟! فتمثل على هيئتها يوم أخذها (أي الأمانة) في قعر جهنم فينزل فيأخذها فيضعها على عاتقه فيصعد بها حتى إذا ظن أنه خارج بها هوت وهوى في إثرها أبد الآبدين".
وعن أبي الأحوص عن عبد قال: "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر، وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد : "لا تكونن إمعة، قالوا وما الإمعة؟ قال: يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أنه إن كفر الناس أن لا يكفر".
وعن سليمان بن مهران قال: بينما ابن مسعود يوما معه نفر من أصحابه إذ مر أعرابي فقال: عَلامَ اجتمع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: على ميراث محمد يقتسمونه.